[رواية] Red Circles ; البارت التاسع و العشرون

lusifer6

~الجزء التاسع و العشرون : العالم السفلي~

وقف تاكاشي و يين في هدوءٍ تام

كسرت يين حاجز الصمت قائلةً : “لماذا أشعر بأننا أصبحنا قليلون جداً”

تاكاشي وهو ينظر في الفراغ : “أتعنين النادي؟”

يين : “كلا , بل مجموعتنا التي اعتدنا عليها”

تاكاشي بسخرية : “هه ربما يكون الخارج التالي أنا”

نظرت يين الى تاكاشي بنظرة غريبة, تنظر بعينين واجمتين

تفاجأ تاكاشي من تعابيرها ثم اغلق عينيه و قال : “تجاهلي وحسب .. سوف أذهب للفصل”

استدار تاكاشي راحلاً فقالت يين فجأة : “لحظة! لقد قلتَ بأن لديك شيئاً لتخبرنا به , ماهو؟”

أدار تاكاشي رأسه ثم قال بابتسامة : “لست متأكداً من الأمر بعد , لذلك سأؤجل الأمر حتى أحصل على معلومات أكثر”

~

عاد الأغلبية إلى بيوتهم بينما ظل تاكاشي في المدرسة حتى وقت متأخر

أوشكت الشمس على الغروب صابغةً السماء باللون الأحمر المائل للصفرة

مشى تاكاشي على الرصيف حيث لا أثر لأصوات حية غير أصوات طيور الغراب

تمتم تاكاشي قائلاً : “كم أكره هذا الوقت من اليوم”

Takashi p.o.v–

كنت في طريقي للقرطاسية لأشتري دفتر ملاحظات جديد , فالإمتحانات النهائية قد اقتربت كثيراً

في طريقي لفت انتباهي ريش الغربان الأسود على الأرض

راودني شعور بأن هذا المنظر مألوف ولكن مهما حاولت أن أقلب في ذاكرتي لم أتذكر شيئاً

قررت التوقف عن التفكير و المضي في طريقي

سلكتُ طريقاً مختصراً فقد كنت أريد العودة للمنزل بسرعة , كم أمقت السماء عندما تتلون بهذه الألوان

يراها بعض كتّاب الروايات منظراً جميلاً فيكثرون من كتابة الأحداث في ذلك الوقت ولكنني وبدون سبب معين أكره هذا الوقت بالتحديد

قطع حبل أفكاري شعورٌ مفاجئ كأن ساحرة موجودة بالأرجاء

تباً أنا مشغولٌ حقاً .. توجهت نحو الطريق الذي يخبرني به حدسي و قد أدخلني إلى أماكن ضيقة و قذرة

لقد ابتعدت كثيراً !

فجأة ظهر أمامي رجل يبدوا بالثلاثين من عمره و رمقني بعينين ميتتين !

قال بهدوء : “أيها الولد لا يجب أن تكون هنا , اذهب إلى منزلك”

بعدها تقدم الى وجهته و اختفى من ناظري

لاحظت بيده اليسرى كتاباً أسود , أيعقل بأنه حارس أيضاً , ألذلك هو هنا؟

فكرت إن كان علي الاعتماد عليه و أذهب لأنجز أشغالي و أعود للمنزل .. تراجع و خطوت كي أعود أدراجي و لكنني فجأة سمعت صوتاً قد جعلني ارجف للحظة

أكان ذلك صوت طعن؟

أجل لابد بأنه كذلك أنه تماماً صوت اختراق نصل حاد بأنسجة حية !!

ادرت رأسي بسرعة للوراء كي اتفقد المكان ولكنه عاد هادئاً , اللعنة الرؤية بدت تصبح صعبة فلم يتبق شيء لتغرب الشمس تماماً

فجأة شعرت بشيء تحرك تحتي بسرعة و تراجعت .. آه أنه مجرد جرذ

زفرت لا إرادياً بهدوء و نظرت للأعلى , انتابني فضول شديد عن مصدر الصوت فتقدمت ببطء للأمام فوجدت سلالم طوارئ لمبنى و بقية الطريق مغلق بمبنى آخر

استنتجت ان الصوت قد كان من الأعلى فركبت بهدوء شديد كي لا أحدث صوتاً و أخرجت سكيناً صغيراً استعداداً لأي خطر و أبقيته منخفضاً بشكل غير واضح

وصلت للدرجات الأخيرة حيث بانَ لي أرضية سطح المبنى فاتسعت عيناي لما رأيت

إنها ليست ساحرة بل الشخص ذو العباءة و على الأرض نفس الرجل الذي رأيته منذ دقائق

حاملاً سيفه و قطرات الدم تقطر من رأسه الحاد

التفت الي ببطء وكأنه أحسَّ بوجودي !

بسرعة اتجهت لحاجز السلم لأقفز ولكنني جعلت جنوني يتراجع عندما رأيت نفسي على ارتفاع ثلاثة طوابق

-END p.o.v-

اتجه الرجل بسرعة نحو تاكاشي مصوبا سيفه فتحرك تاكاشي ليتفاداه فقطع السيف حمالة حقيبته وراقب تاكاشي حقيبته تسقط و أغراضه تتناثر في الهواء

اختفى الرجل الغريب فجأة

نظر تاكاشي حوله بدهشة كيف أختفى الرجل

أضطر تاكاشي للوقوف على السطح رغم أن مجال الهجوم سيكون مفتوحاً أكثر للرجل

سمع تاكاشي صوت خطوات سريعة خلفه فاستدار بسرعة كي يصد السيف الذي كان سيقطعه لنصفين بسكينه فانكسر السكين بلحظة فتراجع تاكاشي حالاً و أخرج سكيناً آخر

وقت الرجل قائلاً بسخرية : “لقد أخرجت سكيناً أطول بقليل و أثخن ماذا سيغير هذا بالضبط؟”

تاكاشي : “التغيير هو أن هذا السكين سيفصل أطرافك عن جسدك”

ضحك الرجل بخفة فجأة

قال وهو ممسكٌ ضحكته ولا يظهر من وجهه سوى ابتسامته الخبيثة : “أنتَ ثاني حارس يتصدى لي , و الأخير أيضاً”

تقدم الرجل ليهجم على تاكاشي مجدداً ولكن و بدون سابق إنذار قد تمزقت عباءته من الخلف و سُحبت لتقع مكانها و يظهر كامل وجه الرجل

توقف و قال بقهر : “متى قمت بتثبيت تلك الشفرات على عبائتي؟”

هز تاكاشي كتفيه بصمت

فكر تاكاشي : *لقد كُشف وجهك أخيراً*

لقد كانت صدمة قليلاً فقد كان يبدوا شاباً في أواخر العشرين من عمره بشعر بني مجعد قليلاً و لحية خفيفة

أمسك الرجل السيف بكلتا يديه وقال : “لا يهم إن رأيت وجهي فسوف أقتلك الآن على أي حال”

رفع تاكاشي سكينه بتأهب و قال : “لا أعتقد أنني سأدع نفسي أموت قبل أن أكتشف من تكون و لماذا تفعل هذا”

فكر تاكاشي بتوتر : *إذا قطعني ذك السيف سوف أهلك حتماً دون عودة*

بدأ الرجل بتمتمة تعويذة لم يفهمها تاكاشي فأسرع تاكاشي ليقوم بحركة تجعله يخرس قبل أن يتم تعويذته

تصادم سكين تاكاشي بسيف الرجل فجأة قد صمت الرجل في تلك الثانية , شك تاكاشي بأنه قد نجح بالأمر أم أن الرجل أنهى تعويذته

فجأة بدأ تاكاشي يسعل بقوة و تراجع للخلف بينما الرجل ظل واقفاً دون حركة كأنه ينتظر بداية عرض مشوق على وشك البدء

شعر تاكاشي بثقل في حلقه و كأن شيء يريد الخروج وهو يستمر بالسعال الحاد و نظر إلى الرجل قائلاً : “ماذا فعلت أيها الوغد!”

ابتسم الرجل بهدوء و خبث كامن ثم تثاقلت أصوات سعال تكاشي فسقط على ركبتيه وهو واضع يده على فمه فخرجت دماء و سائل بنفسجي غامق معه قد ملأ يده

نظر تاكاشي بصدمة إلى يده .. شعر بقيء فتقيأ كرة بشعة مغطاة بالسائل الدبق و الدماء و فجأة بدأت تتحرك ببطء و ظهرت بها مقلات سوداء صغيرة حدقت في تاكاشي فجأة فبدأ تكاشي بصراخٍ فظيع جرّاء ما رأى

أخذ تاكاشي سكينه بسرعه و طعنه في المخلوق ذاك فبدأ يتحرك و يرتعش بجنون حتى توقف عن الحراك دون إشارة للحياة

حاول تاكاشي أن يقف مجدداً و يعود لمواجه الرجل ولكنه سعل مرة أخرى سعال أقوى هذه المرة وبدأ يتقيأ المزيد من الكرات المقززة

صرخ تاكاشي برعب ووجهه ملازق للأرض بيأس

حاول رفع رأسه ولكنه أرتطم بقوة بالأرض بسبب الرجل الذي دهس على رأسه !

نظر له الرجل باستحقار ثم قال : “هل سمعتك تقول بأنك لن تموت قبل أن تكتشف هويتي وهدفي؟”

ألصقَ سيفه على رقبة تاكاشي ثم أكمل : “بما أنك يائس الآن بلا حول ولا قوة وسوف تموت قريباً سأخبرك من أنا … العشيرة التي تقف على رؤوس كل العشائر و التي تم محوها من التاريخ هي العشيرة المئة بين العشائر الملعونة , هل تعلم؟ أبناء الساحر العظيم الذين واجهوا الظلم من بقية العشائر بعد أن توسعت نفوذهم هم نحن السايكوهو .. (النار , التنين , القردة , الفهود , الليل) قد حاولوا محونا ولكنهم لم ينجحوا .. بقي القليل منا و بقوى خائرة و لكنني قد هممت كي أستعيد قوة أجدادي ..”

فكر تاكاشي بصدمة : *الفهود؟ عشيرة يين!!*

“جميع العشائر الملعونة و المنظمة الفاشلة يجب أن يحموا , ليسوا سوى حاملي لمعرفات و قوى أجدادي و جاحدين بهم ..”

قال تاكاشي بصوت مليء بالرعشة و الألم ولكن بنبرة ساخرة : “الإنتقام لأجدادك؟! ألا تظن بأن الإنتقام فكرة كبيرة بالنسبة لشخص واحد؟”

أستمر الرجل بضغط رجله على رأس تاكاشي و قرّب حد السيف من رقبته و قال : “ليس إنتقام لمجدهم .. بل بناء مجد جديد لنا وحدنا .. لقد بدأ والدي بأول خطوة حيث فك الختم عن الساحرات بالجبل ونجح بإظهار وجوه الملعونون من جديد .. رغم أنه قد أدى بحياته مقابل هذا ولكنني قد عشت لأكمل هدفه “

صُدم تاكاشي ثم قال : “أنتم! هذا هو سبب خروج الساحرات من الختم!!”

قال الرجل بملل : “نعم .. والآن لقد أطلت حديثي كثيراً”

في اللحظة التي قرر الرجل إنهاء حياة تاكاشي قد تجمدت يده

تعجب الرجل و حاول التحرك مجدداً ولكن بلا جدوى

لاحظ أن تاكاشي ساكن و يده أمام وجهه رسم بإصبعه التي تلونت بالدم دائرة سحرية صغيرة جداً على الأرض!

قال الرجل فجأة : “أيها السافـ”

ولكن و بسرعة حرك تاكاشي رجله و ركل بها يد الرجل الممسكة بالسيف فأبعده عنه

وقف تاكاشي بسرعة و قال محدثاً نفسه وهو يسعل بخفة : “أرجوا أن تجد مدام إم علاجاً لهذا الشيء”

لم تدم تعويذة التجميد لتاكاشي كثيراً حتى بدأ الرجل بالتحرك مسرعاً لاستعادة سيفة ولكن تاكاشي اسرع للسيف أيضاً و ركله حتى سقط من سطح المبنى

قال الرجل بثقة : “لا بأس إن قمتَ بإبعاد سيفي لأنك ستموت بأي حال بسبب المرض الذي أصابك , ولكنني متعجل لذلك سأقتلك بيداي”

لم يجبه تاكاشي .. بدأ الرجل بقراءة تراتيله و بدا تاكاشي كأنه يقرأ تراتيل أيضاً كي يواجهه بالتعاويذ أيضاً

أسرع تاكاشي نحو الرجل بسرعة و دفعه دفعة قوية في وسط قراءة الرجل

أمسك الرجل بسرعة طرف سور السلالم الخارجية كي لا يسقط

قرأ تاكاشي تعويذة سريعة فشعر كلاهما بثقل أجسادهما .. جعل الجاذبية أقوى في هذه المنطقة !

ثم وقف على طرف المبنى و رمى شفرة على يد الرجل حتى صرخ متألماً و أفلت يده ليسقط بقوة

بدأ تاكاشي يسعل بصعوبة و تقيأ مجدداً مخلوقاً من تلك الكرات المقززة

فكر تاكاشي وهو ينظر للأرض : *هل مات؟*

استقام فشعر فجأة بحرارة كالبركان في صدره .. نظر للأسفل ليجد السيف مخترقاً قلبه !

لم يستوعب تاكاشي ما حصل

أدرك بأن شيئاً ما خاطئ .. ولكنه لم يكن قادر على حمل نفسه فتهاوى وكان الأمر يمشي ببطء شديد

استوعب تاكاشي أن ما كان به مجرد وهم فأمسك بكتابه بسرعة و مزق عدداً من صفحاته فاختفى فجأة

بعد ثوانٍ حاول فتح عينيه ولكن الرؤية كانت غير واضحة أبداً

سمع أصوات صراخ و طرق كأنه طرق خشب و أشياء تُجر مع عدة أصوات غير مألوفة و غريبة بشكل غير واضح

أدرك أنه قد أنتقل إلى العالم السفلي !

كاد تاكاشي أن يجن فحاول أن يفكر بطريقة للخروج و لكن بشكل ما قد وجد نفسه فجأة في الزقاق نفسه و كأنه العالم السفلي قد بصقه

تنهد بثقل شديد ثم حاول أن يقف مجدداً

كاد الإرهاق ان يقتله مع هذا الداء الذي دخله والسعال القوي

-Takashi pov-

جسدي يؤلمني بأكمله , ذلك الرجل اللعين

بدأت أهلوس ولم أعد قادرا على تمييز الطريق

و أنا أمشي بمساعدة من الجدار قد أحسست بوجوده خلفي و بسرعة رأيت ساقاي تطيران امامي !

وكأن ظله قد عاد و قطعهما !!

بعد ثوانٍ وجدت نفسي في نفس المكان .. لا زلت أهلوس

أين ذهبَ بحق الجحيم؟

قد ظهر أمامي فجأة مجدداً , هل هو خيال أيضاً؟ فجأة وجدت يده ممسكة برأسي مدخلةً به في الحائط

أدركت بأنه حقيقي و قال ببرود : “لا زلتَ حياً حتى بهذا الداء؟”

كيف يكون بأحسن حال وأنا قد قمت بإسقاطه من الطابق الثالث؟ مهلاً .. أكان ذلكَ وهماً أيضاً؟! يالغبائي كيف حدث هذا؟

أبعد يده و قال : “فالتمت هنا و ترحني , لقد مللت من عنادك”

رفع سيفه معلناً على نهايتي فأطلقت ما تبقى من طاقتي و أخرجت سكينان صددت بهما ضربة السيف بسرعة

قام بالضغط علي أكثر و لم أكن قادراً على الاحتمال أكثر

أدركت بأنني لن أستطيع الصمود أكثر أمامه , لقد أنهاني تقريباً وسوف أموت هنا لا محالة

فكرت على الأقل أن أحمي البقية و أقتله قبل أن اثوي

بيأس حاولت أن ابعد سيفه بسرعة قبل أن يهجم علي مجدداً فقفزت للجهة الأخرى و بدت عليه علامات التبرم و أمسك بسيفه بقوة و اتجه نحوي خاطفاً و ضرب بسيفة فجأة الجدار

بدت عليه علامات الدهشة فقد كان من المفترض أنه ضربني ولكنه وجد كتابي الأسود عالقاً بسيفه

سحب سيفة و سقط الكتاب مشطوراً نصفين

نظر إلي بنظرات صدمة و أختفى من أمامي فجأة .. لقد انتقل للعالم السفلي بسبب افساده للكتاب الاسود

كدت أموت من قلة التنفس فأصبحت أتنفس بصعوبة و بسرعة

تقدمت لأخذ كتابي و لملمت بعض ورقاته ثم قلت بهدوء : “أرجوا ألا يرحمك الشيطان الذي صنعته .. في العالم السفلي”

-End pov-

~

سار تاكاشي وهو يتداعى كرّة و يتقيأ كرّةً أخرى , يتداعى و يميل ببطء فغاب عن الوعي في ذلك المكان القذر

في الفجر وقد حل يوم جديد .. أفاق تاكاشي مكتشفاً نفسه على سرير أبيض

فكر : *هل أنا في المستشفى؟*

سمع صوتاً بجانبه : “هل أستيقظت؟”

رفع رأسه فجلس ثم قال : “مدام إم؟ كيف أحضرتِني إلى هنا؟”

قالت : “لم أقم أنا بإحضارك”

تعجب تاكاشي ثم نظر بالأرجاء .. إنه  يبدوا كالعيادة .. أنه بمبنى مدام إم؟!

تقدم أمامه رجل يرتدي معطفاً أبيض بلحية طويلة قليلاً و نظارات كبيرة ثم قال : “لقد تعالج بسرعة يمكنه الخروج بحلول الغد من الجيد أن تعويذة الوباء لم تدم لأكثر من يوم و إلا كان سيلتهم جسده كله بالمرض”

فكر تاكاشي : *هذا غريب أهو طبيب عادي؟ يتحدث كأنه خبير بعلاج هذا النوع من الأمراض*

قالت مدام إم عاقدةً ذراعيها : “هذا هو الدكتور يامادا , أنه أفضل مني في العلاج ويساعد نصف الحراس كذلك”

أومأ تاكاشي برأسه ثم قال : “شكراً”

أبعد فراشه ثم وقف وقال : “ليس هنالكَ داعٍ لأمكث إلى الغد أشعر بأنني بخير”

قالت مدم إم بغضب : “تاكاشي يجب أن ترتاح”

ولكنه قد تجاهلها و توجه للخارج

نزل تاكاشي السلالم و عند آخر سلم بدأ يسعل بخفة ثم سمع صوتاً يأتي من نهاية الممر قائلاً : “لا تتظاهر بالقوة و أنتَ بحالة يرثى لها يا فتى” !

التفت تاكاشي إلى مصدر الصوت ولكن المكان كان حالكَ الظلام

نظر بحدة و قال : “من هناك؟!”

تقدم ببطء تحت الضوء و ظهر رجل يرتدي بدلة سوداء رسمية بشعر أحمر طويل قليلاً مربوط إلى الوراء و يدخن سيجارة

نظر تاكاشي بصدمة إلى لون الشعر وهو يشعر بأنه مألوف كثيراً فظهرت أمامه صورة يين فجأة

فكر تاكاشي : *أهو من أحضرني إلى هنا؟*

صمت لثوان ثم نفث دخاناً و قال : “في الحقيقة لم أعتد أن أرى ابنتي مع فتى .. كن حذراً أن تؤذيها وإلا قتلتك” أنهى جملته بنبرة مازحة

حاول تاكاشي أن يقول شيئاً ولكنه سعل بقوة شديدة .. أطفأ الرجل سيجارته و قال : “آه يبدوا بأنك تتأثر كثيراً بالسجائر , أعذرني أيها الفتى” وثم وضع يداه فيه جيبيه

قال تاكاشي وهو واضعٌ يده على فمه : “أنت .. والد تاكيدا يين؟!”

ابتسم بخفة و قال : “أووه هل يبدوا علينا الشبه الكبير؟”

أمسكه بقوة من ياقته و قال بحنق : “لماذا تركتها وحدها أيها اللئيم , أتعلم ما تعانيه هي بدون عائلة”

ابتسم الرجل مجدداً بوجه تاكاشي و أبعده بقوة ثم قال : “لا تدخل نفسك في شؤوننا العائلية , فهذا ليس من شأنك يا ولد”

وقف تاكاشي بلا كلام

أدار والد يين ظهره راحلاً ثم قال : “لدي نصيحة لك يا فتى .. احذر من القسم 14 , أنتَ مراقب من قبلهم منذ فترة”

قال تاكاشي باستغراب : “القسم14؟ ألهم علاقة بالقسم15؟”

استدار مجدداً نحو تاكاشي و قال : “إنهم جذور القسم15 .. متخصصين بالتجارب و اختطاف الحراس دون معرفة ما يفعلونه بهم , شيءٌ آخر .. ابتعد عن يين إن تم أخذها فسأقتلك جدياً” !!

~

“وصلت دفعة من الكتب اليوم و يجب أن ننظمها في المكتبة اليوم” !

آياني : “هل هما الصندوقان اللذان في الأسفل؟”

تاكاشي : “نعم هو كذلك”

زفرت يين وهي تنظر إلى يسارها بملل

تاكاشي : “هل هناك مشكلة يين؟”

قالت يين بوجه خالٍ من التعابير : “لا .. ما خطب وجهك تبدوا بشعاً بشكل مبالغ أكثر من أي يوم”

تاكاشي : “لقد تقاتلت مع سنجاب في الطريق , و الآن لنذهب”

يين باستغراب : “هاا؟!”

بعد دقائق ..

بينما تاكاشي يمشي في الممر حاملاً الصندوق لفت انتباهه شاحنه سوداء خرج منها ثلاثة رجال يبون كالشرطة و لكن بملابس مختلفة يتحدثون مع حارس المدرسة

قال تاكاشي إلى يين و آياني اللتان تحملان الصندوق الآخر : “لنسرع قليلاً قبل أن تنتهي الحصة”

يين باستغراب : “مازال هناك الكثير من الوقت .. لنرتاح بعد أن ندخل الصناديق إلى المكتبة”

تاكاشي بجدية : “كلا يجب أن نسرع هيا”

همست آياني ليين : “لا بأس حتى ترتيب الكتب قد يأخذ وقتاً طويلاً”

يين بغضب : “هه!”

وصل الثلاثة إلى المكتبة و فتحوا الصناديق ثم أخرجت يين بعض الكتب لتبدأ بترتيبها فأقوفها تاكاشي فجأة : “يين لحظة! ما هذه الكتب التي تحملينها؟!”

يين : “إنها كتب علم الفلك لقد كتبتَ لي قائمة لأعطيها أستاذ الأدب و يطلبها الأسبوع الفائت”

قال تاكاشي بانفعال : “كلا هذا خطأ .. لقد طلبت كتب علم النبات وليس الفلك , لقد أخذتي الورقة الخاطئة”

قالت يين بغضب : “وما أدراني لقد قلتَ لي أن أخذ الورقة التي على الطاولة لم أنتبه بسبب الفوضى التي أحدثتها أنت”

تاكاشي بصوت مرتفع : “كان يجب أن تسألي قبلاً .. تلك ورقة الكتب التي قرأتها وليس التي نحتاجها للمكتبة”

صرخت يين : “لا تصرخ علي قلت لكَ أنه ليس خطأي , إذا لم تُرد هذه الكتب فابتلع الصندوق بأكمله يا دودة الكتب”

قالت آياني بتوتر : “توقفوا يا رفاق إنه ليس خطأ أحد , يمكننا إعادة هذه الكتب و طلب الكتب الصحيحة”

زفر تاكاشي بقوة ثم قال بانزعاج : “على كلٍ رتبوا كتب الصندوق الثاني حالياً , سوف أذهب لأتحدث مع المعلم”

أغلق باب المكتبة ثم قالت يين : “تشه! .. تافه”

قام تاكاشي يهرول بارتباك و نزل السلالم متجهاً نحو الخارج خلف المدرسة

ولكنه وجد أستاذاً أمامه فجأة و قال : “آنزاي تاكاشي صحيح؟”

تاكاشي بتوتر : “نعم”

أكمل قائلاً : “لقد أتى رجالٌ من الشرطة القسم14 أو ماشابه يقولون أنهم يريدون أخذك معهم ويفتشوا بقية الطلاب”

أتسعت عينا تاكاشي ثم ركض مسرعاً نحو نافذة الممر المفتوحة و صرخ المعلم : “أنت توقف!”

وقف تاكاشي على حافة النافذة ليقفز حتى سحبته يد من الخلف و سقط , ظهر أن الذي سحبه أحد هؤلاء الرجال و قال رئيسهم : “قيدوه بسرعة قبل أن يهرب!!”

طرحاه مساعداه أرضا على وجهه و أمسكوا بيديه من الخلف بقوة

خرج الطلاب و المعلمون رعباً من فصولهم وهم ينظرون من الأبواب سبب هذه الضوضاء

بدأ تاكاشي يقاوم كي يفلت ولكنه لم يقدر و قال أحد الرجلين بسخرية : “لا أصدق بأن هذا المراهق الصغير من مشعوذوا تلك المنظمة”

تمتم تاكاشي بكلمات غريبة وهو يقاوم ثم صرخ رئيسهم : “أغلقا فاه بسرعة !”

حاول أحدهم أن يضع خرقة بسرعة في فم تاكاشي ولكن الرجل صرخ فجأةً : “أذنااي!! لقد انفجرت طبلتا أذني!”

نظر الطلاب برعب إلى منظر الرجل وهو يصرخ و يولول و أذناه تنزفان الدماء

تقدم الرئيس و ركل رأس تاكاشي بقوة ثم قال : “لا تستخدم تعاويذك القذرة على أتباعي أيها الحشرة”

التفت إلى المساعد الآخر ثم قال : “أربط فمه بسرعة”

قام بوضع قماش على فم تاكاشي كي لا يقوم بالمزيد من التعاويذ فأصبح بلا حول ولا قوة

لبس الرجل القفازات ثم قال لمساعده : “يجب ان يكون على جسمه رسم نجمة ثُمانيّة , ساعدني في تفحصه دون أن تفلته”

أجابه : “حاضر سيدي” فرفعه عن مستوى الأرض و قام تاكاشي يتحرك بجنون كي يفلت ولكن الرئيس ركله على ركبته فأطلق تاكاشي أنيناً قوياً يدل على شدة الألم و هوى على ركبته الأخرى

قال الأساتذة للطلاب باضطراب : “أيها الطلاب ادخلوا الى فصولكم حالاً هذا أمر”

لم يدخل جميعهم بل ضل بعضهم ينظر من طرف الباب بعناد

قام الرئيس بالإمساك ببدلة تاكاشي المدرسة و مزقها بيد واحدة و بقوة حتى بان نصفه العلوي

قال الرئيس : “إنه ليس بالأمام , أنظر ظهره”

قال المساعد : “لا يوجد شيء سيدي”

قال : “هذا غريب غالباً ما يكون الرسم في هذه الأماكن”

عاود المساعد تثبيت تاكاشي على الأرض ثم قال الرئيس فجأة : “أنتظر لحظة .. أيها المعلم أحضر مقصاً رجاءً”

قال المعلم بارتباك : “ح-حاضر”

أمسك بالمقص و شد شعر رأس تاكاشي من قمته و تفحص جلده من الداخل ثم قال بابتسامة خبيثة : “بينغو!”

لقد وجد رسم النجمة وراء عنقه تحت الشعر

رفع المقص و قام بشد و قص شعراته السفلية خصلة خصلة

ترك المقص و استقام ثم قال : “أنت مميز لأن شعارك تحت شعرك لذلك يصعب ملاحظته .. لقد تأكدنا من تواطؤه مع المنظمة فلتدخله الشاحنة”

“حاضر” !

حسناً يبدوا بأن حظ تاكاشي السيء قد أدخله في مشكلة لا حل لها

اختفى تاكاشي و طُلب من المعلمين إدخال الطلاب و تنظيف الفوضى التي حدثت في ذلك الممر

فُتح باب المكتبة بقوة فالتفتت يين و آياني نحو الباب

قال الطالب : “لقد فاتكم الكثير لقد أتت الشرطة و القت القبض على رئيس ناديكم”

سقطت الكتب التي كانت بيد يين و على وجهها ملامح الصعقة

أكمل قائلاً : “لقد حدث كل هذا في الممر الذي به صفوف المرحلة الأولى”

دفعت يين الفتى من أمام الباب و ذهبت راكضةً إلى الخارج

صرخت آياني : “يين انتظريني!”

توقفت يين أمام الممر وهي تلهث بقوة .. دماء على الأرض و شعر رأس تاكاشي في كل مكان !!

قالت يين بصدمة : “ماذا حدث هنا؟!”

هل هذا حقيقي؟ في الحقيقية لقد كانت تمثيلية من تاكاشي

لم يكن هناك صندوق خاطئ بالأساس بل حدث هذا لتبقى يين في المكتبة

كان تاكاشي قادراً على الهرب ولكنه تعمد لفت الانتباه ليتم امساكه و أخذه دون أن يضطروا للتفتيش و كشف يين

لقد نجحت خطته ولكنه دفع ثمن ذلك بنفسه

ذهب الى المجهول ولا يعرف ماذا سيحدث له

“لقد تبقيتُ أنا فقط!”

-نهاية البارت #29-

1 comments on “[رواية] Red Circles ; البارت التاسع و العشرون

  1. أخخخيييرررررًا التشابتر, من زمان عن الرواية اشتقت لها :(
    يالله نبدأ.

    ” تاكاشي بسخرية : “هه ربما يكون الخارج التالي أنا” ”
    على تبن يالنفسية ناقصتك هي؟ ☺

    ” إنها ليست ساحرة بل الشخص ذو العباءة و على الأرض نفس الرجل الذي رأيته منذ دقائق ”
    أومايقاد…

    ” و ظهرت بها مقلات سوداء صغيرة حدقت في تاكاشي فجأة فبدأ تكاشي بصراخٍ فظيع جرّاء ما رأى ”
    وش ذا بسم الله 😐😐😐💔
    تتتحححممسسستتتتت ياخي الأحداث صايرة فظيعة.

    ” بدأ تاكاشي يسعل بصعوبة و تقيأ مجدداً مخلوقاً من تلك الكرات المقززة ”
    مدري ليش شوي بديت أحس نفس جو هاري بوتر, مدري شدخل.
    كل مالي أنصدم أكثر باللي قاعد يصير 😐

    ” نظر للأسفل ليجد السيف مخترقاً قلبه ! ”
    وت…….

    ” لقد انتقل للعالم السفلي بسبب افساده للكتاب الاسود ”
    وووووااااااوووووو, ذا اللي صدق نجا بأعجوبة 😐
    وش ذا فكرته ذكية مرة!

    ” “في الحقيقة لم أعتد أن أرى ابنتي مع فتى .. كن حذراً أن تؤذيها وإلا قتلتك” ”
    أبو يين؟!!! 😐😐😐😐

    ” تاكاشي : “لقد تقاتلت مع سنجاب في الطريق , و الآن لنذهب” ”
    ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لا والله 😂😂😂💔

    ” لقد نجحت خطته ولكنه دفع ثمن ذلك بنفسه ”
    للللللللللليييييييشششششش 😭😭😭😭😭💔💔💔
    وجع تذكرت جملته بأول التشابتر يوم يقول يمكن يصير هو اللي بيطلع بعدين 💔💔

    جمانة حرام عليك والله التشابتر يحمس ويوجع القلب ويحير ويحزن ويصدم وكل شي بنفس الوقت, كثير عليّ كل هالمشاعر مرة وحدة ☺💔
    آخر تشابترز من الرواية أحس ما عدت أعرف أعلق عليهم عدل من قوة الاندماج أقعد أقرأ وما يمديني أعلق على كل شي.
    الزبدة يالله بقرأ اللي بعده تحمست مرة.

أضف تعليق