[رواية] Red Circles ; البارت الحادي والثلاثون

rc-2nd-poster-ch2-joied

~الجزء الواحد وثلاثون : المختبرات~

دخل تاكاشي الحمام و أقفل الباب خلفه .. وضع الكيس في حوض المغسلة و فتحة بعناية

إنه مليء بالأصابع! عشرة أصابع بالتحديد!

و أخرج أيضاً علبة و بداخلها العديد من الخواتم الفضية العريضة

وفي اليوم التالي ..

يين : “تشيبا سينسي أرجوك جد طريقة أخرى! .. يمكنني أن أقوم بمشروع أو أي شيء ولكن أعطني المزيد من العلامات”

*حتى أنا لا أصدق أنني أقول هذا*

المعلم تشيبا : “آسف تاكيدا كن ولكن ليس بوسعي شيء , لقد انتهت فترة المشاريع .. تقبلي بالأمر الواقع”

دخل غرفة المعلمين و قالت يين بصوت خافت : “اللعنة عليك يا كتلة التجاعيد”

توجهت يين للخارج لتشكو مشاكلها لقطتها ماو ولكنها في الطريق لاحظت تاكاشي متوجهاً نحو ملعب التِنِس الذي كان خالياً ذلك الوقت

جال ببال يين أن تتبعه و قالت بداخلها : *إنه لمن الغريب ان يمشي تاكاشي هنا؟*

تمتمت لنفسها : “يبدوا بأن الحديث مع ماو سيتم تأجيله”

لم يصل لملعب التنس تماماً ولكنه وصل لخلف جدران المبنى ووقف هناك لثانية .. اختفت يين وراء زاوية الحائط بحيث لا يراها تاكاشي ثم و ببطء أخرج تاكاشي شيئاً من جيبه

كان كالمحفظة الصغيرة و به زجاجات غريبة

*أهذه حقن؟!*

أخرج تاكاشي حقنة من المحفظة و سحب بها ما في الزجاجة الصغيرة ثم غرزها فجأة في عنقه!

صُدمت يين صدمة شديدة لما رأت , كان من الواضح أن تاكاشي يتألم كثيراً أغلق عيناه بقوة و ضغط بأسنانه ولكنه لم يخرج صوتاً إطلاقاً

تمنت يين لو لم ترَ ما رأت ثم أسرعت مبتعدةً عن تلك المنطقة

بعد ثوانٍ وقفت بجانب المدخل للمبنى ثم عندما وصل تاكاشي وقفت أمامه فجأة

توقف تاكاشي و نظر إليها بنظرة تخلو من المشاعر ثم قالت بتوتر : “ت-تاكاشي! .. تتذكر من أنا صحيح؟”

استمر تاكاشي على نفس التعبير .. استعادت يين شجاعتها و قالت : “كيفَ أصبحت هكذا؟ لماذا لا تتحدث أبداً؟ تاكاشي لقد تغيرتَ كثيراً , ثم ما هذه الخواتم التي ترتديها في كل اصابعك؟”

أشاح تاكاشي بنظره بعيداً ثم تجاوزها برود شديد

ذهبت يين أمامه مجدداً و أخرجت الكتاب الأسود الذي أعطاها إياه والدها و قالت : “تاكاشي أنظر , أنه شيء لا يدعوا للتجاهل أرجوك .. يجب أن تأخذ هذا الكتاب و تدرسه ( بمعنى يمسحه و يترجمه وليس يتعلمه) أنه شيء مهم”

لاحظت يين سكون تاكاشي .. ارتفع حاجباه قليلاً وكأن الأمر قد أثار اهتمامه

شعرت يين بأمل صغير في قلبها أن يبدي ردة فعل حقيقية هذه المرة

أدار تاكاشي ظهره ببطء و رحل مبتعداً

أنزلت يين يدها التي تحمل الكتاب و قالت بإحباط : “لماذا؟”

مشت يين بخطوات متباعدة و غاضبة و جلست على العشب بقوة مما أوقظ ماو النائمة في ذلك الحين

قالت يين وهي تتشكى : “ذلك التاكاشي الأحمق , لطالما كرهت تصرفاته و أسلوبه المستفز ولكنه الآن أصبح أكثر استفزازاً .. يظن بانه رائع عندما يظهر بشكل الرجل الصامت الغامض!!”

وقفت ماو على أقدامها الصغيرة وحدقت باستغراب لما تقوله يين بعدم استيعاب

أمسكت يين بماو و وضعتها في حجرها و قالت بصوت خانق : “لكن أتعلمين ماو؟ تاكاشي ليس بخير , أنه يتألم كثيراً .. أتمنى أن أعرف ما يخفيه وسبب تحوله لهذا الحال … ولكنه يأبى أن يتحدث حتى”

قفزت ماو مبتعدةً عن يين و أصبحت تلعب أمامها كأنها تريد أن تبهجها فضمت يين ساقيها و ابتسمت ابتسامة حزينة

في طريق عودة تاكاشي للمنزل وفي إحدى الضواحي

توقف تاكاشي فجأة فاستدار خلفه ليرى يين تقف بعيداً وراءه

قالت يين بهدوء : “آسفة لتتبعك .. أمم .. يجب أن تستمع إلى”

نظرت يين بعينيها إلى اليمين و اليسار بتوتر شديد وقالت : “أسمع .. أعني لدي سؤال أولاً .. تاكاشي هل أنتَ ذو دمٍ ملعون حقاً؟” قالتها بنبرة مترددة

لم يرد تاكاشي بل حدق في يين بحدة

يين : “لم-لماذا لا تتحدث إلي؟ لماذا لا تتحدث إطلاقاً! هل قطع القسم الرابع عشر لسانك!!” وتدرج كلامها فجأة للإنفعال

أنزل تاكاشي حقيبته بقوة فجأة و أخرج قلماً و كتاباً من كتبه المدرسية بسرعة و كتب شئياً على إحدى صفحاته غير مكترثاً للكتاب و مزق الصفحة بشدة

طوى الورقة بشكل عشوائي كالكرة و رماها بقوة في اتجاه يين فاصطدمت بوجهها فجأة!!

سقطت الورقة على الأرض أمام قدمي يين و نظرت بصدمة شديدة إلى تاكاشي غير مستوعبةٍ ما حدث

انحنت يين ببطء للأسفل لتلتقط الورقة و فتحتها برفق فوجدت مكتوباً بها و بخط كبير جداً

[إخرسي ولا تلحقي بي!!!]

لازالت تعابير الصدمة ملتصقة بوجهها كالغراء .. أنزلت الورقة وقد رحل تاكاشي بالفعل

نظرت يين أمامها بصمت و تكدست الدموع بعينيها فأخذت تفرك بهما بقوة كي لا تظهر بمظهر ضعيف

ليلاً .. كانت مدام إم بغرفتها تعصر بعض الاعشاب و سمعت صوت ستائر بابها الخرزية و التفتت للوراء قائلاً : “مرحبا؟”

وجدتها يين تقف عند الباب و تعلوا وجهها نظرة شديدة الحزن

وقفت مدام إم و قالت باستغراب : “يين؟ ماذا تفعلين هنا؟”

اندفعت يين فجأة و احتضنت مدام إم بقوة .. حتى مدام إم لم تستوعب ما يحصل

قالت : “ي-يين هل أنتِ بخير؟ ما خطب هذا العناق المفاجئ إه؟”

لاحظت مدام إم صمت يين ونظرت إلى عينيها المغمضتين بقوة كأنها لا تريد رؤية المزيد من الواقع

بادلتها العناق و ربتت على رأسها بلطف

قالت يين بصوت يملأه الضيق : “أمي..”

ابتسمت مدام إم و قالت برقة : “أمكِ دائماً هنا لأجلك”

بعدها .. جلست يين على الأريكة الطويلة وظلت تنظر للأرض و مدام إم توزع نوعاً من البخور في الأرجاء و قالت : “هذا البخور يعمل على تهدئة الأعصاب كثيراً”

وضعت أعواد البخور جانباً ثم جلست محاذاة يين وقالت : “ما المشكلة يين؟”

عصرت يين على قبضتها وقالت : “تاكاشي قد عاد..”

اتسعت عينا مدام إم .. أكملت يين : “ولكنه لم يعد تاكاشي القديم , لقد أصبح شخصاً مختلفاً وكأنه مختل .. شكله يرثى له كأنه خرج من تعذيب قاسٍ و وجهه كئيب جداً .. حاولت التحدث إليه ولكنه منذ أن عاد لم أسمعه يتفوه بحرف واحد!”

مدام إم : “من الجيد أنه قد عاد .. ولكنه لم يأتي إلي كالعادة!”

يين : “لقد رأيته يحقن نفسه بحقن ما ففكرت بأنه من الممكن أنه قد أتى اليكِ و أنتِ من أعطاه إياها”

مدام إم باستغراب : “أقوم بصنع أنواع من العلاج ولكنني لم أصنع مرةً حقن! ربما تكون من القسم الرابع عشر الذي خرج منه”

قالت يين : “الغريب أيضا أنني رأيته يضع خواتم في كل إصبع من أصابعه .. ذلك كان غريباً فقد شعرت بتضاؤل في طاقته منذ ان أصبح يرتديها”

مدام إم فجأة : “خواتم؟!”

يين بتعجب : “أه نعم”

وضعت مدام إم اصبعا على ذقنها بتفكير و قالت : “لست متأكدة ولكن الخواتم العشر نوع من أنواع سحر ختم الطاقة القديمة , ولكنها تحتاج إلى تحضير غاية في البشاعة”

صمتت يين بتفكير وشرود

قالت مدام إم مغيرةً الموضوع : “لماذا كنتِ مستاءة إلى هذا الحد؟”

عادت ملامح يين الحزينة وعاودت النظر في الأرض ثم قالت : “أظن بأن تاكاشي يكرهني … عندما حاولت التحدث معه آخر مرة اليوم شعرت بأنه غضب مني بشدة”

قالت مدام إم بهدوء : “ماذا قلتِ له؟”

يين بتوتر : “لقد سألته أسئلة .. وكان يتجاهل كل سؤال ولا يجيبني .. وعندما انفعلت بسبب تجاهله قلت له بأن القسم الرابع عشر قد قطع لسانه فكتب شيئاً على كتابه المدرسي و رمى الورقة في وجهي , لقد كان مكتوباً إخرسي ولا تلحقي بي”

مال حاجبي مدام إم وقالت : “ربما ما قلتِ له قد آذاه , ربما لصمته سبب معين”

قالت يين بغضب : “لطالما كان ثرثاراً متفلسفاً يدّعي الذكاء .. وفجأة أصبح الغامض الصامت؟”

قالت مدام إم : “لكل شخص أسبابه ولابد بأنه عانى الكثير .. حاولي أن تكوني بجانبه وتدخلي لمشاعره دون أن تسألي كثيراً فقد تكون الأسئلة جارحة”

يين باستغراب : “كيف أن أفهمه واعرف ما بداخله دون أن أسأل ؟”

ابتسمت مدام إم وقالت : “المواقف تحكي أكثر من الأجوبة”

نظرت يين الى السقف وقالت : “أظن بأن هذا هراء”

ضحكت مدام إم بخفة و قالت : “هل تعلمين لماذا أحب أن أجعل زبائني و ضيوفي الذين هم أصغر مني كأبنائي؟”

أعادت يين نظرها نحو مدام إم وقالت : “كلا , في الحقيقة أردت أن أعرف السبب منذ زمن”

نظرت مدام إم للأعلى وقالت : “منذ زمن كانت عشيرتنا تختص بالعناية بالمعابد و الأضرحة .. كنا نسمى بالثعالب الرمادية و كانت عشيرتنا أيضاً لديها معرفة واسعة بالعلاج الطبيعي و الأعشاب في الجبال”

يين : “لهذا أنتِ بارعة في العلاج إذا!”

مدام إم بابتسامة : “نعم .. عندما كنت صغيرة بسنك تزوجت وبعد سنة أنجبت طفلاً .. كبر و أصبح ذكياً جداً ومهتماً بالطب و الكتب .. لطالما نظرت إلى تاكاشي كأبني الحقيقي لأنه كان يشبهه كثيراً , عندما أصبح بالثالثة عشر رفض أن يدرس في مدرسة المعبد وطلب أن يذهب إلى المدرسة كباقي الأولاد .. وافقنا بعد فترة أعترف بأنني رفضت في البداية ولكنه عندما ارتاد المدرسة أصبح أكثر حباً للعالم الخارجي بعيداً عن المعبد و الجبال و طلب أن يذهب للمدينة و يدخل الجامعة ليدرس الطب .. كبار العشيرة رفضوا رفضاً قاطعاً لكونه وريث عشيرتنا و يجب أن يبقى ليتعلم المزيد من فنون القتال و العلاج و إستدعاء الثعالب , رغم أنها شياطين ولكنها مختلفة عن باقي الحيوانات الشيطانية فقد كانت ذات قدرات علاجية خارقة”

يين بحماسة : “كاستدعائنا للفهود الشيطانية؟! واو .. آه ولكننا نستخدمها للقتل”

ضحكت مدام إم بخفة و قالت : “في الحقيقة , الثعالب الشيطانية يمكنها أن تقتل أيضاً”

شعرت يين بنوع من الإحباط قليلاً

قالت يين : “حسناً , وماذا حدث لإبنك؟”

مدام إم : “آه صحيح , لقد تمرد على العشيرة للأسف وبعد ثلاث سنوات من الجدل خرج منها .. آخر ما سمعت عنه أنه لم يدخل الجامعة أو يكمل دراسته , لقد اختفى و خرجت أنا لأبحث عنه في المدن وفي النهاية أنتهى بي المطاف هنا .. لم يعد بمقدوري أيضاً العودة للجبال لأن عشيرتي لم تقبل برجوعي لهم أبداً”

قالت يين بسرعة : “لماذا لم تكملي بحثكِ عنه .. كان من الممكن أن تجديه أن استمريتِ في البحث؟”

ابتسمت مدام إم ابتسامة حزينة وقالت : “لأنه لم يعد موجوداً بعد الآن”

استوعبت يين ما تقصده مدام إم و شعرت بالحزن لذلك ثم قالت : “أنا آسفة ..”

هزت مدام إم رأسها وقالت : “لا عليكِ”

دمجت يين قصة مدام إم و ما يحدث لتاكاشي عندما اختفى .. كان الأمر بينهما مشابه نوعاً ما فعلاً

وقفت يين من الأريكة وقالت : “شكراً على كل شيء , أشعر براحةٍ الآن”

وقفت أيضا مدام إم وقالت : “أنا سعيدة لذلك .. عودي إلى منزلكِ سالمة”

-من ذكريات تاكاشي-

ضوءٌ أبيض ساطع , أصوات أشخاص يتناقشون بحدة , وجوّ بارد كالصقيع

“لقد أكمل أسبوعاً كاملاً بلا ماء هذا مبالغ فيه كثراً , لو كان طبيعياً لمات منذ أيام ولكنه الآن يتعذب!”

“نحن مضطرون لفعل هذا لنكتشف متى سيموت فعلاً , حتى لو أدى ذلك لتفتته من الجفاف”

“آخر مرة قد احترقت عيّنة حتى الموت و اكتشفنا عاملاً نهائياً لإيقاف إحيائهم .. تدمير جسدهم كاملاً بخلاياه هو أقوى عامل لقتلهم كلياً فعلى هذا المعدل خلاياه ستجف كلها وسيموت حقاً”

رفع تاكاشي رأسه ببطء و تثاقل شديد ووجد نفسه في المكان ذاته .. وراء تلك الزجاجة المتينة و مقيداً بتلك الأصفاد في الجدار مغلقاً فمه حتى لا يلقي بأي تعاويذ !

قال الذي يقف وراء الحاجز الزجاجي : “إينابا سينسي أنتِ تلقين الكثير من الإهتمام الإنساني لهذه العينة , وهو ليس بإنسان أصلاً”

قالت بانفعال : “أنا فقط لا أريد أن أخسر عينة أخرى! لسنا نحصل على عينات حراس كل يوم أنتَ تعلم بهذا الشيء بروفيسور يونيدا”

وقف بصمت وهو يفكر ثم قال بحدة : “حسناً! إختبار الجفاف إنتهى” ثم أدار ظهره و غادر المكان

التفتت الدكتورة إينابا نحو تاكاشي ونظرت بنظرات أسف ثم غادرت أيضاً

في يومٍ ما .. تقدمت الدكتورة إينابا أمام محبس تاكاشي و ضغطت زراً على الجدار فنزل القيد الذي كان على فم تاكاشي

قالت بهدوء : “ليسَ مسموحاً لي بأن أفعل هذا لكنني مضطرة لأن أتحدث معك”

شهق تاكاشي ببطء وقوة ثم زفر .. نظر إليها بنظراتٍ حادة وقال : “إنها أول مرة يتحدث إلي فيها أحد منذ شهر!”

أخرجت علبة وقالت : “أنا مضطرة لحقنك بهذا أسبوعياً و سوف تتعرض لألم شديد جراء الحقن”

قال تاكاشي بسخرية : “و ما الجديد في الحقن؟ يتم حقني بأشياء غريبة كل يوم لست متعجباً!”

قالت : “في الحقيقة هذا جديد فعلاً .. آنزاي تاكاشي لديك طاقة عالية من الشيطانية وهذا لن يكون لصالحك هنا .. رغم أن قدرة تحملك أكبر من البقية الذين اختبرناهم هنا لكن هذا يظهر بأنك شيء واحد! دم ملعون هجين!”

تاكاشي بعدم اهتمام : “ملعون؟ لا تمزحي والداي لم يكونا أبداً من ذوي الدم الملعون”

قالت بجدية : “للأسف هذه هي الحقيقة .. إحدى والداك من ذوي الدم الملعون , لهذا لم يظهر ذلك من قبل و لكن الدليل هو أنك صمدت حتى هذه اللحظة ودمك يأبى الموت بشدة كدم بقية الملعونين”

شرد ذهن تاكاشي لوهلة وهو يفكر : *في الحقيقة أنا لم أقابل أمي حتى*

قالت مقاطعةً حبل أفكاره : “سوف تأخذ هذه الحقن التي تخفض من طاقتك لمدة .. إن عرف باقي العلماء هنا أنك ملعون صدقني لن تجد قطرة من الإنسانية بعد اليوم”

انتقلت ذكريات تاكاشي الى وقت أخر ..

حيث كان تاكاشي على مائدة مقيد الأطراف و الرأس بإحكام

صراخ شديد مدوي وضوء شديد السطوع أمام عينيه!

كان تاكشي يصرخ بينما جلد رقبته يُقطع بواسطة شفرة حادة من معدن أسود!

تذكر تاكاشي أين رأى هذا النوع من المعادن آخر مرة

*مخلب الشيطان؟!*

الكثير من الدماء في كل مكان حتى على عيني تاكشي مما جعله يغلق عيناه و أصبح صراخه أشد و أدوى

~

أفاق تاكاشي فجأة بشهيق قوي من سريره واجداً نفسه في غرفته وقد أفاق من كابوس ذكريات رهيب!

بدأ بتنفس بصعوبة و يتعرق بشدة

خلع تاكاشي قمصيه ورماه بعيداً ثم مسح بيده على وجهه و أسقط رأسه على الوسادة مجدداً

راودته الذكريات مرة أخرى ولكنها ليست من الحلم

~

“إنه الشهر الثاني و أظن بأنك بدأت تنهار أكثر”

تاكاشي بانزعاج : “أيبدوا بأنني كنت أفضل بالنسبة لكِ؟”

نظرت بتعجب وقالت : “هذا غريب! .. صوتك , أعني طريقة نطقك أصبحت أكثر ثقلاً”

اتسعت عينا تاكاشي عندما لاحظ هذا الأمر أيضاً

لم تكن له الفرصة ليتحدث ويلاحظ الأمر قبلاً بسبب تقييد فمه أيضاً لأسابيع

في الحقيقة لم يتحدث سوى ثلاث مرات منذ دخوله القسم !

قال تاكاشي بهدوء : “كنت أتساءل .. لماذا أنتِ الوحيدة التي تتصرف بلطف هنا؟”

ابتسمت ابتسامة صغيرة و قالت : “لأنني أؤمن بانكم بشر مثلنا”

تاكاشي : “..شكراً لكِ”

~

-yin pov-

مرت أربعة أيام ولم أستطع أن أتواصل مع تاكاشي كي أفهمه حتى

أنا بالفعل لم أره خلال هذه المدة في المدرسة , ربما كان يتغيب هذه الفترة

خلال الاستراحة ظللت على مقعدي بملل ففكرت أن أضع رأسي على الطاولة و أنام .. للحظة تذكرت يوتا

لم أره منذ فترة طويلة هل يعرف حتى أن تاكاشي قد أُخذ من قبل القسم الرابع عشر؟ لابد بأنه سيصدم كثيراً عندا يراه

كادت عيناي أن تغفوان ولكنني سمعت أحداً يناديني من باب الفصل فجأة : “تاكيدا يين سان؟”

رفعت رأسي بسرعة وقلت : “إنها أنا!”

تقدمت تلك الطالبة ذات الأربع أعين و قالت لي : “أمم لقد طلب مني تشيبا سينسي أن اناديك , يريدك في غرفة الموسيقى”

قلت بتعجب : “تشيبا سينسي؟! حسناً أنا قادمة”

ذهبت و مشت ورائي تك الفتاة الغريبة , تبدو مرتبة كثيراً ككلب التشيواوا ههه

دخلنا غرفة الموسيقى وكان هناك عددٌ من الطلاب واقفين في صف و أمامهم المعلم تشيبا

قال المعلم : “تاكيدا و ناتسوكو تفضلا وقفا هنا”

وقفت في أخر الصف و بجانبي تلك الناتسوكو .. شعرت بفضول لماذا استدعاني المعلم مع مجموعة من المرحلة الثانية !

نظرت بجانبي للأشخاص الذين يقفون يساري فلاحظت بآخر الصف تاكاشي !

نظرت للأمام بسرعة .. لا أعلم لماذا شعرت بالتوتر الشديد و يداي تعرقان كثيراً

كان المعلم يقف و يكتب على الأوراق التي على مسنده وأنا أعبث بأصابع يدي خلف ظهري

لاحظت ناتسوكو تنظر الى جهتي كل دقيقة و تقرض أظافرها , هل هي خائفة مني؟ .. لحظة! إنها تنظر ناحية تاكاشي

شعرت بأن توترها الشديد انتقل الي أنا أيضاً

وضع المعلم أوراقه على المكتب فجأة وقال : “حسناً لقد رتبت كل شيء .. اسمعوا يا طلاب لقد جمعتكم لأنكم حصلتم على أسوأ الدرجات في مادتي هذا الفصل , جميعك من المرحلة الثانية و واحدة من الثالثة”

اشار بعينه إليّ وقال : “هناك شخص واحد لم يتوافق معي في المرحلة الثالثة”

نظرت إليه بحقد ونظرَت إليّ ذات الأربع أعين أيضاً كأنها تعرف أنه يقصدني

همست لها : “ماذا؟ لا تحدقي فيّ”

أكمل المعلم : “لقد كلفت بأن أنظم حملة التبرعات الخيرية للمدرسة و أختار عدداً من الطلاب .. وقررت بأن من سيعمل معي سأزيد من درجاته”

ابتسمت في داخلي .. تشيبا سينسي أنت رائع إهء

قال : “لقد وزعت أعمالكم وستكونون على مجموعات .. بما أنكم ستة ستكونون أزواج ثنائية : إيزومي ميرو و أساكا سوزو سيقومان بشراء الحلويات , يونوا شينو و ناتسوكو آيا ستوزعان التبرعات , تاكيدا يين و آنزاي تاكاشي سيقومان بترتيب الحلوى في أكياس”

ل ل لحظة وااحدة!! أنا وتاكاشي في نفس الفريق؟!

شعرت بصدمة , كيف سأتواصل معه أصلاً لنعمل؟ إنه لا يتحدث معي حتى

خرج باقي الطلاب وهممت للخروج أيضا ولكنني توقفت أمام الباب عندما سمعت المعلم يحدث تاكاشي

قال المعلم : “آنزاي كن لقد ضممتك إلى العمل لأنك لم تكن موجوداً منذ البداية لتحضر حصصي , أرجوا بأن تقوم بعمل جيد” ثم حمل أغراضه و رحل خارج الفصل بعدما خرجت

نضع الحلوى في أكياس صغيرة و ننتهي صحيح؟ أنه عمل سهل جداً

لستُ مضطرة أن أتحدث إليه حتى

ولكنني اكتشفت العكس .. أتاني في اليوم التالي أحد طلاب المرحلة الثانية قائلاً : “المعذرة! أنتِ في فريق ترتيب التبرعات صحيح؟”

قلت باستغراب : “نعم .. ماذا هناك؟”

قال لي : “أنا يونوا شينو .. يجب أن آخذ التبرعات اليوم و نوزعها في المستشفى”

ارتبكت بقوة! لم تصلني أي من الأعمال!! فقلت : “آه عذراً ولكن لم يصلني شيء! أليس من المفترض أن يقوم الفريق الأول بإعطائنا الأغراض اليوم؟”

قال : “لقد سألت إيزومي سان و قالت أنها قد سملت الأغراض للفريق الثاني”

تباً لابد بأنهم قد أعطوه لتاكاشي الأحمق ولم يخبرني!! .. شارف اليوم الدراسي على نهايته ولم ننجز شيئاً

بعد الحصة الأخيرة أسرعت إلى فصل تاكاشي و رأيته على مقعده يترب الأغراض في مجموعات .. ربما وصلته للتو؟

تقدمت ببطء و وقفت أمام مكتبه ثم قلت : “أمم, أرى بأنك قد بدأت العمل بالفعل .. من المؤسف أن الغد هو السبت و لن نستطيع أن نكمله في الوقت المناسب”

رفع رأسه و نظر إلى بنظرات استغراب مما زاد توتري

قلت ولم أرد أن أقل : “أ أ أتأتي إلى م منزلي؟ يمكننا العمل هناك ههه!”

آاااه يالغبائي لماذا قلت هذا؟! ثم ما خطبي أتعلثم هكذا ؟

أدار رأسه وكأنه يرفض .. حسناً لا أعلم ما يريد بالفعل ولكن يبدو بأنه ينوي أن يقوم بكل العمل بنفسه

قلت بنية السخرية : “أآتي إلى منزلك إذا؟”

لم أتوقع أن يبدي ردة فعل أبداً ولكنه ناولني كيس الحلوى و حمل كيس المعدات في يد الأخرى!

أيعني ذلك بأنه موافق؟!

مددت يدي لحمل الكيس ثم وقف و تقدم لخارج الفصل فتبعته بتردد .. تباً لم أعني حقاً بأني أريد المجيء إلى منزلك

في الطريق إلى منزله لا أدري لماذا شعرت بالخوف .. ظللت أمشي وراءه بصمت وانا أحدق في شعره و عنقه

فعلاً تاكاشي لديه نجمة ثمانية عندما دققت , لم يكن ذلك ظاهراً عندما كان شعره أطول ولكنه خفيف الأن

تقدمت أكثر لأصبح بمحاذاته وقلت : “آسفة! على ذلك اليوم .. أعتقد بأني أخطأت”

فقط نظر لثانية ولم يدر رأسه حتى , لا أعتقد بأنه سيعتذر أيضاً ..

لا بأس , لن يتحدث بأي حال

-END pov-

دخل تاكاشي المنزل وورائه يين ووجدت السيدة ناغاتا في المطبخ فقالت يين بصوت منخفض : “عذراً على التطفل~” ثم خلعت حذائيها

الفتت كيكو إلى غرفة الجلوس و قالت : “أهلاً بعودتك تاكاشي , مرحباً تاكيدا سان مضت مدة طويلة لم أركِ بها”

قالت يين : “شكراً لاستضافتك .. سنعمل على مشروع مدرسي عذراً على الإزعاج”

ضحكت كيكو قائلةً : “كلا كلا لا إزعاج أبداً”

تمتمت كيكو لنفسها قائلةً : “لقد تغيرت هذه الفتاة كثيراً”

رأت يين تاكاشي قد دخل غرفته بالفعل و تبعته بعدها ..

نثر تاكاشي الأدوات من أكياس و مقص و لاصقات على المنضدة الأرضية و جلست يين واضعةً كيس الحلوى على المنضدة

قالت يين : “ضع أنتَ الحلوى في الكيس و أنا سأقوم بإلصاق الأكياس”

صمت تاكاشي وأخذ الحلويات ففهمت يين أنه وافقها

مضت ساعة تقريباً و شارفت الشمس على الغروب .. مدت يين ذراعيها في الهواء و أطلقت تثاؤباً طويلاً

عادت يين لتكمل العمل و قالت بتذمر : “ما هذا إنه لا ينتهي أبداً” فتوقفت فجأة عن إلصاق الأكياس و انتبه لها تاكاشي

قالت يين : “تباً اللاصقات نفذت! سأذهب لـ”

لم تكمل يين جملتها فوقف تاكاشي فجأة و توجه نحو أحد الأدراج فأخرج نقوداً ثم خرج من الغرفة

فكرت يين : *رغم أنه تغير كثيراً لكنني ألتمس القليل من شخصيته السابقة*

جلست يين على السرير بعدما أرهقتها رجليها من الجلوس على الأرض لتنتظر عودة تاكاشي

تأخر تاكاشي و غربت الشمس فعلاً , تخطت الساعة السابعة مساءً

عندما عاد و فتح باب غرفته لم تكن الأضواء مفتوحة فتوقع أن يين قد غادرت ولكنه تفاجأ عندما وجدها نائمةً على السرير و رجليها متدليتان خارجه

وضع تاكاشي الأغراض على الطاولة برفق ومشى في الغرفة بحيث لا ينيرها سوى الضوء الخارجي من النافذة

وقف تاكاشي أمام السرير محدقاً في يين .. لقد كانت نائمة تماماً وعلى وجهها خصلات شعرها و فمها مفتوح قليلاً

مد تاكاشي يده بتردد نحو وجهها وأبعد الخصلات التي على عينيها و شفتها وعندما لمس اصبعه شفتها السفلية قليلاً تراجعت يده فجأة

أبتلع تاكاشي ريقه .. مد يده مجدداً ببطء شديد وحذر و مسح بإبهامه مستشعراً شفة يين !

في تلك اللحظة .. اقترب أكثر من وجه يين حتى أصبحت المسافة بين وجهيهما تكاد تكون معدومة تقريباً

اختفت تلك المسافة بالتقاء شفتيهما معاً ..

-نهاية البارت #31-

 

 

1 comments on “[رواية] Red Circles ; البارت الحادي والثلاثون

  1. يا زينها من قعدة بوقت محد صاحي فيه والتشابتر موجود علشان أقراه وكل شي بمكانه, يالله نبدأ بسم الله.

    ” إنه مليء بالأصابع! عشرة أصابع بالتحديد! ”
    زززيييي ممماااا تتتتووووققققعععتتتتتت…..

    ” دخل غرفة المعلمين و قالت يين بصوت خافت : “اللعنة عليك يا كتلة التجاعيد” ”
    ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الله يقطع بليسها فطست…

    ” كان من الواضح أن تاكاشي يتألم كثيراً أغلق عيناه بقوة و ضغط بأسنانه ولكنه لم يخرج صوتاً إطلاقاً ”
    أعوذ بالله وش عنده ذا.

    ” أدار تاكاشي ظهره ببطء و رحل مبتعداً ”
    مالت عليه حتى أنا حسبته اهتم أخيرًا.

    ” فضمت يين ساقيها و ابتسمت ابتسامة حزينة ”
    يا عمري أنا :(

    ” [إخرسي ولا تلحقي بي!!!] ”
    😐😐😐

    ” نظرت يين الى السقف وقالت : “أظن بأن هذا هراء” ”
    i freakin love this girl 💜💜💜

    ” لم يعد بمقدوري أيضاً العودة للجبال لأن عشيرتي لم تقبل برجوعي لهم أبداً ”
    أومايقاد سالفتها صدمة 😐😐

    ” وهو ليس بإنسان أصلاً” ”
    أومايقاد أجل وشو!!!

    ” للحظة تذكرت يوتا ”
    يييييييياااا قققدددممممههههه ذا التبن وينه من زمان عنه.

    ” تبدو مرتبة كثيراً ككلب التشيواوا ههه ”
    هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه فطست 😂😂😂💔💔

    OMG……..
    the heck……….
    ننننننننههههااااااااااايييية التتتتتششششااااابببببتتتتترررررر
    ويت ويت بعدني ما استوعبت…..
    وشو؟ 😐😐😐😐
    لحظة لحظة هذا يحلم صح؟ أو أنا أحلم مدري المهم فيه شي غلط…
    أوووممممااااييييقققاااادددددددد… ذا التشابتر تعدى مرحلة الجلطة نفس ما قلتي…
    ياخي الله يسامحك ياخي مالي دخل التشابتر الجاي لازم ينزل بأسرع وقت 💔💔💔
    ررررهههههييييييببببب التشابتر من بدايته أومايقاد, وسالفة مدام إم حزنتني 💔
    واللي صار مع تاكاشي صدمة وش ذا 😐
    اندمجت مع أحداث هالتشابتر بشكل فففظظظيييععععع لدرجة أحسه خلص بسرعة مرة, قريته بسرعة ما حسيت بالوقت أبدًا 😐
    الزبدة إنه صدق صدق رهيب مرة, بانتظار التشابتر الجاي بفارغ الصبر 💜
    الله يسامحك ياخي على هالجلطة روايتك الفترة الأخيرة هبلت بي مع هالأحداث الجديدة 💔💔

أضف تعليق